الثلاثاء، 4 أغسطس 2015



آباء في المنفى ـــــــ من وحي الحياة

يرتدون الأقنعة قناعا تلو الآخر ، يلبسون عباءة الدين ويطلقون اللحّى ، ماضيهم اسود وحياتهم في السابق فاحشه تقشعر منها الأبدان وخطاياهم لا تغتفر ، إنهم آباء سيئون ولأولادهم عاقون يهجرون أبنائهم لغضبهم ويطلقون نسائهم تاركين أبنائهم للقدر لتجاهد الأم في صناعتهم وإخراجهم للحياة رجالا ولكن الأم لا تصنع الرجال فعند بلوغهم وحينما يخط شاربهم فلا سلطان لها عليهم  والأب غير مبالٍ لما قد يحدث لهم والزمان لا يرحم والدنيا لا تغفر والحياة لا تمنح الأمل والقسوة تقتحم الجماجم واليأس يحطم الفؤاد ويبكي القلب وتدمع العين ويضيع الأبناء في كبد الطريق ، يحتاجون لجدار يستندون عليه ولا يجدون غير جدار الأب أفضل سندا لهم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالأب في غفلة عنهم غير آبه لهم والأم يا حسرتاه تكللها المرض ولا تجد لكلماتها صدى ولا موضع كسهام بلا رؤوس تصيب الجسد ولا تخرقه
الأبناء في حسرة وفي لهو وبين كأس مسكر ولفيف سجائر مخدر رؤوسهم باتت فارغة وعقولهم ضائعة وكما قطعه خشب فوق الماء عائمة ولكن ما زال لديهم الأمل فهم لا يرغبون بغير أبيهم سندا ولا يطمحون لغير حبه أحدا فيكفيهم ابتسامه وكلمة طيبه وبعض الاهتمام ولكن هيهات أبيهم إليهم يستمع ويخلع عباءته ومن البرد يغطي أجسامهم ومن شعر لحيته الأبيض يكحل فكرهم ومن بريق أسنانه يمنحهم الابتسامة ومن ما حفظ من القران يقرأ عليهم كلمات تنجيهم من مصائب الدهر فهو من احييا بغيرهم أجسادا وأمات بهم عقولا وهو ذاته الخارج في سبيله ينشد الرب إرضاءً والناس هداية وخلقا وأبنائه في فلك يسبحون بلا هداية وبلا فكر والجسد نحيلون وبالنار يلعبون وبغريب الكلام يتفوهون فهم المريضين وهم بالنفس مصابون ، فأي دين وأي خلق وأي شرف وأي كرامة لكم يا من الدين تدعون وبالخلق تكابرون وأنكم من علية القوم تتصنعون
فتبا لأولئك الآباء الذين الحياة بأبنائهم يقتلون ويزجرون ويظلمون وانهم على حق يدعون